دور الصحف فى القضاء على السلبيات

 

لا توجد مؤسسة أو وزارة بلا سلبيات، وتختلف سياسة هذه الوزارات والمؤسسات فى طريقة تعاملها مع هذه السلبيات التى قد يكتشفها المسئول من خلال جولاته المفاجئة أو المقالات والشكاوى التى تنشرها الصحف. ومن المعروف أن بعض المسئولين يتجاهلون سلبيات العمل التى ترد فى الصحف، فقد يلجأ المسئول إلى إصدار الأوامر لمنع الصحفيين من دخول وزارته أو يصدر قرارا يمنع تسريب المعلومات التى تكشف النقاب عن سلبيات الوزارة أو الهيئة التى يترأسها، وقد يعتقد المسئول أن هذه الإجراءات سوف تحافظ على الصورة الطيبة التى يحرص على تقديمها للمجتمع. ومن المعروف أن تراكم هذه السلبيات وتركها دون التعامل معها قد يؤدى إلى تفاقم المشاكل ويترتب عليها أزمات قد تهدد أو تعسف بالمسئول.  وقد شجع المناخ الديمقراطى الذى يعيشه المواطنون الصحف على تخصيص مساحة للآراء الحرة التى يعبر فيها الكتاب عن آرائهم بكل جرأة ودون خوف أو توجس.

  

كتبت منذ عدة شهور فى صحيفة روز اليوسف مقالا يتناول بعض السلبيات التى قد يشهدها المرء فى بعض نقاط التفتيش أو المرور والغرض لم يكن يتعلق بأمر شخصى أو شكوى شخصية من موقف معين حدث لى ولكنه رصد لبعض الظواهر السلبية التى قد تسىء إلى الجهود التى يبذلها رجال المرور الذين يعملون فى ظروف صعبة. وما يدل على أن وزارة الداخلية لم تعد تتجاهل مثل هذه المقالات  هو أن أحد ضباط الإدارة العامة لمباحث المرور اتصل بى للتعرف على تفاصيل الموضوع وكان يظن أنها شكوى تتعلق بضرر شخصى وقع على كاتب المقال فبينت له أن الأمر لم يكن كذلك بل رصد لشبه ظاهرة كادت أن تنتشر فى مواقع عديدة لولا تدخل الوزير الذى اقتصر أحقية سحب الرخص على ضباط المرور. وهذا القرار سوف يقلل بل ربما يحد من مظاهر السلبية التى تحدثنا عنها فى مقالنا السابق.

 

وخلاصة القول إن الآراء الحرة التى تحرص الصحف على نشرها قد تساهم فى نهضة هذا الوطن وتلعب دورا فى تصحيح المسار فى الكثير من الأمور الحياتية. وتعد صحيفة روز اليوسف من الصحف التى تؤمن بحرية الرأى والتعبير وتحرص على عدم حذف أية عبارات فى المقالات التى ترد إليها. ومن الأهمية بمكان أن يلتفت المسئولون إلى كل ما ينشر والتحقق من المعلومات الواردة فى المقالات والعمل على محو السلبيات.