نورت مصر وعبارات أخرى....

 

تعتبر الحكومات القطاع السياحى رافدا من روافد الاقتصاد القومى وموردا من موارد النقد الأجنبي. ومصر التى تحتوى على ثلث آثار العالم تحرص على جذب السائح العربى والسائح الأجنبي. ومن المعروف أن السائح الأجنبي لا يأتى إلى مصر للترفيه أو التسلية بل يأتي لزيارة آثارها ومتاحفها. أما السائح العربى فيأتى إلى مصر للتنزه والترفيه خلال الإجازة الصيفية ولا يهتم كثيرا بتلك الآثار والمعالم الأثرية. ومن ثم فإن الإعلانات التى  تخاطب السائح العربى تأتى خالية من أية إشارة للمعالم الأثرية المنتشرة فى أرجاء المعمورة من أقصاها إلى أدناها. لقد أعجبنى الإعلان التلفزيونى الذى يقدمه عدد من نجوم ونجمات السينما المصرية حيث يردد كل منهم أو منهن عبارة من كلمتين: نورت مصر. وهاتان الكلمتان الساحرتان تترددان بكثرة فى البيوت المصرية سواء فى الريف أو الحضر، وذلك تعبيرا عن حفاوة الترحيب بالضيوف والزوار. أما هذا الإعلان التلفزيونى فيهدف إلى –أو هكذا يعتقدون—إلى جذب السائح العربى وحثه لزيارة مصر حيث الكرم والمودة والدفء العاطفى. ومن المؤكد أن مثل هذه العبارات، رغم تلقائيتها وعفويتها، تفتقد إلى المصداقية إذا لم تأت مقترنة بعبارات أخرى يتعين علينا تردديها لمن أساءوا إلى مصر وشعب مصر . وفيما يلى بعض هذه العبارات التى تستحق الاهتمام:

(1)- غرقت وحرقت مصر: نقولها لكل من ساهم فى غرق ركاب عبارة السلام أو حرق ومقتل الأبرياء فى حريق المسرح ببنى سويف، سواء كانت المسئولية فنية أو إدارية ولكل من يساعد على إعاقة العدالة والإفلات من الجريمة.

(2) سرقت مصر: نقولها لكل من استولى على أموال البنوك وهربها أو هرب بها للخارج أو تربح من موقعه الوظيفى مستخدما التزوير أو الاختلاس أو الرشوة.

(3) زورت مصر ودمرت مصر: نقولها لكل من نجح أو حصل على ميزة لا يستحقها واصبح يتقلد موقعا من دون وجه حق وذلك من خلال الغش والتدليس والتزوير ، ولكل من ساهم فى ضياع الحقوق.

(4) بورت مصر: لكل من يتعدى على الرقعة الزراعية ويستبدلها بالأعمدة الخرسانية ولكل من يتاجر فى أراضى الدولة ويتربح من بيعها أو ساهم فى تسميم الأراضي الزراعية بالأسمدة الفاسدة والمحرمة دوليا والتى سوف تسبب الأمراض السرطانية لأجيال قادمة.

 

إن خير دعاية لجذب مواطنى الدول الأخرى لمصر هو العمل على اختفاء أسباب العبارات السلبية التى أوردناها. ومن المعروف أن كل الدول المتقدمة وغير المتقدمة قد تعانى من الفساد بألوانه المختلفة، والفارق هنا مدى الجدية فى استخدام وسائل كشف الفساد وتفعيل وسائل العقاب والردع فى محاربة المفسدين.