محمد أبو تريـــــــــــــــكة

لا شك أن اللاعب الفذ محمد أبو تريكة  لعب دورا فعالا فى بلوغ النادى الأهلى للمكانة العالمية مما أسعد الجماهير بكافة مشاربهم وفئاتهم . لقد أحرز الهدف القاتل فى مرمى الصفاقسى الذى كان يستعد للاحتفال بالبطولة الأفريقية، كما أحرز الهدفين المؤثرين اللذين أطاحا بطموحات الفريق المكسيكى فى الحصول على الميدالية البرونزية فى مونديال اليابان. ولا نبالغ إذا قلنا إن الإعلام المقروء والمسموع ظل يشيد باللاعب بطريقة لا مثيل لها فى تاريخ الكرة المصرية وهتفت له الجماهير الغفيرة وهو يعتلى الحافلة المكشوفة التى أقلت اللاعبين فور عودتهم من اليابان، وتداعت الأغانى التى تحمل اسم اللاعب وكأنه حصد هذه البطولات دون مساندة زملائه فى الفريق. وقد أشفقت على اللاعب الذى قد تصيبه رياح الغرور التى تهب فى مثل هذه المناسبات بيد أن مشاعر القلق لم تدم طويلا إذ إن الأيام القليلة التى توالت بعد وصول الفريق شهدت كل ما يؤكد حرص اللاعب والإدارة على إبعاد شبح الغرور.

ففى الحوار التلفزيونى الذى أجراه معه المذيع والرياضى اللامع أحمد شوبير  قدم اللاعب بعد المعلومات التى نستقرأ منها سمات شخصيته وتكوينه النفسى، وهى سمات ساهمت فى تفوقه الرياضى والأخلاقى:

أولا:- لم يحاول التنكر لأصوله المتواضعة أو لأسرته البسيطة المكافحة وأقر بفضل والديه وأشاد بجهودهما فى تربيته.

ثانيا:- لم ينس العمل الذى مارسه فى صباه.

ثالثا:- لم ينس فضل مدربه الذى لقنه أصول تسديد الضربات الحرة.

رابعا:- رفض الاستحواذ بهتافات الجماهير بل حثهم على الهتاف لكل أفراد الفريق الذين ساهموا فى تألقه.

 أما بالنسبة للإدارة الفنية الواعية فقد أدركت مبكرا أن هذه الهوجة أو الهوس بهذا اللاعب قد تؤثر ليس فقط على مستوى اللاعب بل على مستوى الفريق الذى قد يفقد الثقة وقد يسود بينهم مشاعر الغيرة، لذا رأى المدير الفنى عدم إشراك اللاعب فى مباراة حرس الحدود وهى أول مباراة يؤديها الفريق بعد الحصول على البرونزية. وبالفعل اثبت اللاعبون انهم قادرون على تحقيق الفوز بدون أبو تريكة.  

من الواجب أن نكون معتدلين فى مشاعرنا  ولا نبالغ فى التعبير عن الفرحة وخاصة فى الرياضات الجماعية التى تتطلب التعاون بين أفراد الفريق. إن اختصار فريق كبير كالأهلى فى فرد واحد مهما علا شانه قد يؤثر سلبا على وحدة الفريق وقد يعصف بالكيان النفسى للاعب الذى لا يمتلك مقومات وسمات شخصية كالتى شهدناها فى أبو تريكة.