|
|
محافظ أسوان وقضايا النوبة أعرف أن اللواء سمير يوسف من المحافظين القلائل الذين أحدثوا ثورة تنموية فى محافظة أسوان وأستطاع أن يعيد المدينة إلى الحياة بعد أن أجرى بعض عمليات القلب المفتوح لعدة شوارع مما كان له بالغ الأثر فى انسياب الحركة المرورية، لقد كنا فى الماضى ندور بالسيارة حول المدينة لكى نصل الى الأحياء القريبة. ومنذ فترة وجيزة كانت المدينة تكاد تغرق فى مياه الصرف وكانت السيارات تكاد تتحول إلى قوارب لكى تمر فى شوارعها الرئيسية. وإلى جانب ذلك اثبت الرجل أنه يتمتع بحكمة وعقلية متفتحة فى التعامل مع الأزمات، فلقد استطاع أن ينهى الأزمة التى مرت بها المحافظة عندما استبد الغضب بأهالى قرية نوبية هى دابود بعد مقتل أحد أبنائها برصاصة غادرة انطلقت من بندقية لقوة الشرطة التى تدخلت لفض مشاجرة فى ملعب الكرة بالقرية حيث قام الأهالي بغلق الطريق ورفضوا تسليم سلاح الجريمة، وجاءت سيارات الأمن المركزى واستعد الجنود للهجوم على أهل القرية لولا تدخل المحافظ الذى استطاع أن يتوصل إلى حلول ودية مع الأهالى. وما دفعنى لهذا المقدمة هو أن هذا الرجل الشهم وجدناه يدلى بتصريحات لجريدة الوفد الصادرة فى 3 مايو 2006م، وهى تصريحات تتلخص فى أن النوبة القديمة فد غرقت ومن يريدها فليبحث عنها تحت مياه النيل. وقد أندهش الكثيرون من أهل النوبة سواء داخل مصر أو خارجها وربما رفضوا بداية تصديق هذه التصريحات لأنهم يعرفون الرجل جيدا وفى بداية الأمر أرسل سكرتير عام المحافظة المساعد عدة خطابات للأعيان والعمد فى قرى النوبة مكذبا هذه التصريحات المنسوبة للمحافظ وصدق الأهالى الأنباء التى وردت إليهم بأن الجريدة بصدد تكذيب الخبر إلا أن مراسل الجريدة أكد صحة التصريحات وزاد على ذلك بأنها مسجلة ولا يمكن تكذيبها. وربما يكون المحافظ غاضبا من الكلمات والعبارات المنسوبة لحجاج أدول وانتقاداته المتتالية للحكومة والمحافظة لتجاهل المشاكل العديدة التى تؤرق أهل النوبة ولكن هذا لا يبرر هذه التصريحات التى تتسم بالاستفزاز والتى لن نجنى منها سوى مزيد من الاحتقان والغضب فى محيط أهل النوبة. إنني على يفين بأن المحافظ الهمام لم يقصد مضمون هذه التصريحات كما فهمها الأهالى ومن المسلم به أن المحافظ ذا العقل الراجح يدرك أن مثل هذه التصريحات لا تساعد فى الوقوف على حقيقة القضايا التى يرددها أهل النوبة بل ربما سوف تؤدى إلى تحول الكثير من أهل النوبة إلى تبنى أساليب تؤدى إلى ازدياد الموقف اشتعالا.
|